{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ (2)}قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ} [2] قال: إن اللّه هدد عباده على دعواهم من غير تحقيق، والدعوى أن يلزمه اليوم حق من حقوق اللّه براءة وتوبة من كل ذنب ارتكبه، فيقول غدا أعمل، وما من أحد ادعى إلا وقد ضيع حق اللّه من وجهين، ظاهر وباطن، ولا يكون المدعي خائفا، ومن لم يكن خائفا لم يكن آمنا، ومن لم يكن آمنا لم يكن يطلع على الجزاء. وقال: طلاب الآخرة كثيرة، والذي يتولى اللّه كفايته عبدان، عبد ساذج غير أنه صادق في طلبه، متوكل على اللّه، فيصدقه فيكفيه مولاه، ويتولى جميع أموره وعبد عالم باللّه وبأيامه وأمره ونهيه، كفاه اللّه كل شيء من هذه الدنيا، فإذا صار إلى الآخرة ما سوى هذين لا يعبأ اللّه بهم، لأنهم يدعون ما ليس لهم. وقال ابن عيينة في هذه الآية: لم تقولون ما ليس الأمر فيه لكم، لا تدرون تفعلون ذلك أم لا تفعلون.